'الزواج قسمة ونصيب! عبارة قالها زمان أجدادنا عندما ترفض عروس شابا تقدم لخطبتها ويذهب كل واحد منهما لحال سبيله وربما يبقي الود متصلا! لكن يبدو أن الصورة تغيرت هذه الأيام.. ورفض الفتاة لشاب تقدم إليها ربما يقودها دون أن تدري لجريمة إغتصاب جماعي!
وهذا ماحدث مع الفتاة إنتصار!.. رفضت شابا تقدم إليها لسوء سلوكه وإدمانه المخدرات وكانت النتيجة أن اختطفها مع صديقيه وفي منطقة مهجورة تناوب الثلاثة اغتصابها لساعات طويلة عقابا لها علي رفضها الزواج بمن تقدم إليها!
عقارب الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل.. المقدم عبدالحميد أبو موسي رئيس مباحث الوراق يستعد مع معاونه الرائد حسن الدكروري للرحيل بعد عناء يوم عمل.. لكن صراخ فتاة وقفت أمام مكتبه جعله ينتظر!
يأذن لها رئيس المباحث بالدخول ويطلب منها الهدوء لتحكي ما بها.. كان يبدو عليها آثار ضرب وخدوش في أجزاء من جسمها!
تجلس الفتاة والدموع تنهمر من عينيها تتحدث قائلة: أسمي انتصار اعمل بأحد المحلات الكبري لبيع الملابس الجاهزة بشارع جامعة الدول العربية أعمل من التاسعة صباحا حتي العاشرة مساء لا يعكر صفو حياتي أي شيء..
أعيش مع أسرتي حياة هادئة.. حتي دق بابي عريس.. أسمه أحمد.. عمره 28 سنة.. يسكن بنفس الشارع الذي نعيش فيه.. طلب يدي للزواج لكن رفضته لاسباب عديدة أهمها سوء سلوكه بالاضافة إلي إدمانه المخدرات!
لم أكن أتصور أن رفضي لهذا الشخص يوما ما سوف أجني منه العذاب.. أعترض طريقي أكثر من مرة وفي كل مرة كنت أنهره وأطلب منه الابتعاد عن طريقي.. لدرجة أنه أدمن إعتراض طريقي بسبب وبدون سبب! وهددني ذات مرة بأنه سوف يقوم بتشويه وجهي بماء النار إذا لم أوافق علي الزواج منه.
خطفوني!
واستطردت انتصار تقول: غيرت طريقي للذهاب إلي عملي لكن وجدت في الصباح أحمد ينتظرني علي الطريق لم أبال وذهبت إلي عملي حتي جاءت الساعة التاسعة مساء.. هممت بالانصراف من المكان وفي طريق عودتي فوجئت به ينتظرني .. استقليت الميكروباص عائدة إلي المنزل ثم فوجئت بشخصين معه واستقل الثلاثة خلفي الميكروباص.. وما أن هبطت حتي خطفوني من الشارع بعد أن كمم أحدهم فمي والآخر هددني وأجبروني علي أن أستقل سيارة أجرة معهم ونزلنا في منطقة زراعية حاولت الصراخ لكن بلا فائدة!
جن جنوني والحديث مازال علي لسان إنتصار أمام رئيس المباحث ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أحاول الجري من أمامهم.. لكنهم نجحوا في اللحاق بي وبدأ أحمد في إغتصابي .. صفعته علي وجهه.. وقام بضربي وتعذيبي حتي أرضخ له قاومته بكل ما أملك لكن الثلاثة تناوبو اغتصابي! حتي غبت عن الوعي تماما.. ولم أشعر بنفسي إلا في الساعة الواحدة فجرا خرجت إلي الشارع الرئيسي وجئت لكي أبلغ عن جريمة أرتكبها ثلاثة ذئاب بشرية في حقي.. أفقدوني أعز ما أملك شرفي! انتهت انتصار من حديثها وراحت مرة أخري في نوبة بكاء هيستيري!
وكر الافاعي!
بعد أن استمع رئيس المباحث إلي أقوال الفتاة المغتصبة.. تم إبلاغ اللواء عبدالجواد أحمد مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة.. الذي أمر علي الفور بسرعة تشكيل فريق عمل تحت اشراف اللواء جاد جميل مدير المباحث الجنائية والعميد عادل الالفي رئيس مباحث قطاع الشمال ضم العقيد عرفة حمزة مفتش مباحث الشمال والمقدم حسام فوزي وكيل الفرقة .
بعد مناقشة الفتاة والتعرف علي اشكال الجناة.. توجهت مأمورية سرية إلي منزل المتهم أحمد في الشارع الذي تسكنه المجني عليها.. لكنه أختفي بعد أن أرتكب جريمته.. وبدأت التحريات عديدة في الاماكن التي كان متوقعا أن يكون فيها وصلت معلومة إلي رجال المباحث أن المتهمين يختبئون لدي أحد أصدقائه بمنطقة بولاق الدكرور.. وأنه علي وشك أن يغير مكانه..
تتحرك مأمورية سريعة تحت إشراف مفتش المباحث إلي هناك ويتم القبض عليه قبل أن يلوذ بالفرار ويرشد عن صديقيه اللذين أشتركا معه في الجريمة. يأمر اللواء محمد إبراهيم مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة بأحالة المتهمين الثلاثة إلي النيابة ويأمر أمير ابو الليل وكيل نيابة الوراق بحبس المتهمين الثلاثة أربعة أيام علي ذمة التحقيق.. يجدد حبسهم قاضي المعارضات 45 يوما.